بسم الله الرحمن الرحيم
من أراد أن يكون عالما و فقيها في أي فن شاء فعليه بما ذكره الشاطبي عن بعض العقلاء أنه قال :
لا يسمى العلم عالما بذلك العلم على الإطلاق ، حتى تتوفر فيه أربعة أمور:
أحدها: أن يكون قد أحاط علما بأصول ذلك العلم على الكمال .
الثاني : أن تكون له القدرة على العبارة عن ذلك العلم .
الثالث : أن يكون عارفا بما يلزم عنه .
الرابع : أن تكون له قدرة على دفع الإشكالات الواردة على ذلك العلم . أهـ.
إخوتي اجعلوا لهذه الأمور أذنا صاغية وقلبا واعيا وعقلا ثاقبا مفكرا .....
فهي تفرق بين الحافظ وبين الفقيه وقد ذكر الكسائي حين سئل عن أي الرجلين أعلم ابن الأحمر أو الفراء ؟
فقال : ابن الأحمر أحفظ ، والفراء أعلم بما يخرج من رأسه ، ومثله قال ابن تيمية حين فاضل بين ابن الأنباري وابن قتيبة فقال : ابن الأنبارياأحفظ وابن قتيبة أفقه ....
فعلى سبيل المثال في النحو :
نجد من المعربين من يعرب "الناس" في قوله تعالى : ( يا أيها الناس) بدلا أو نعتا...
والبدل على نية تكرار العامل والقول بالبدليه يلزم عنه أنه يصح أن تقول : " يا الناس " وهذا لا يصح لذلك لا يعرب إلا نعتا .
ومن ذلك قوله تعالى ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق..)
فمن المعربين من أعرب رزقا مفعولا مطلقا وهذا يلزم عنه أن يكون الإنفاق من الأحداث لا الأعيان وهذا لايصح وإنما إعرابه مفعولابه ثان لرزق لأن الإنفاق لا يكون إلا من الأعيان لا الأحداث ...