تعد الدروس الخصوصية أحد أهم المشاكل التى تواجه الأسرة المصرية وتؤكد الدراسات الحديثة أن الإنفاق العائلى على الدروس الخصوصية بلغ 15 مليار جنيه بجانب 1.5 مليار تذهب لشراء الكتب الخارجية فى الوقت الذى نعانى فيه من معدل النمو المنخفض .
والمشكلة ليست اقتصادية فقط بل لها آثارها الاجتماعية الخطيرة على الطلاب فى المستقبل فهى تعودهم على الاعتمادية والاتكالية والخمول العقلى وعدم خلق مشروع باحث جيد يبحث عن المعلومة والمعرفة بأسلوب علمى معاصر .
************************************
وهذه الظاهرة لها أسباب عديدة خاصة بالعملية التعليمية وبالمناهج وتكدس الفصول وضعف رواتب المدرسين وهذا كله لا يواجه وأصبح فى النهاية البيت المصرى فى ورطة حتى شعر الناس بأنها أصبحت شيئا مهما فى حياة أبنائهم ومفروضة عليهم من خلال البدائل المختلفة وهى مجموعات التقوية فى المدارس وفصول التقوية فى المراكز التابعة للجمعيات أو المساجد أو الكنائس .
**************************************
وبدأنا نرى سلوكيات اجتماعية شاذة وغريبة علينا كمجتمع تحكمه تقاليد الدين، مثل الغش بكافة صوره الجديدة كالمراكز المتخصصة فى كتابة البرشام و الغش الجماعى بل وجدنا بعض أولياء أمور التلاميذ تستعملون القوة والبلطجة ليجعلوا أبناءهم يغشون بالقوة، بدلا من أن يعلموهم الأمانة والأخلاق وأن يرتزقوا من الحلال .
وكذلك أسلوب التلقين ووضع المعلومات فى رأس الطالب يحفظها ثم يضعها فى ورقة الامتحان، والنتيجة النهائية لهذه الثقافة الاجتماعية أجيال تحمل ألوانا متدرجة من الشهادات ولا صلة لها بالتعليم إطلاقا .
*********************************************************
، فالتعليم مفروض أن يرقى بالسلوك وينمى العقل والفكر وينظر للدين والدنيا وللحياة أن التعليم غاية فى ذاته وهو مطلوب أصلا لتكوين الشخصية وجعلها متوازنة ومتكاملة فى وللأمور والقضايا المختلفة نظرة متوازنة، وتنمية الخبرات التى يمكن أن يتقنها الطالب وفقا لميوله وقدراته .
وما يمكن أن يقدمه لمجتمعه، كما أنه يحافظ على الهوية وعلى الدين واللغة والعادات والتقاليد والأخلاق، فهذه مسائل ينشدها التعليم ويتوخاها من أجل الأمة، وما لم نحافظ على هذه الهوية سنذوب فى العولمة التى من ضمن أهدافها الأساسية تلاشى الخصوصية ونتوه وسط الأمم والشعوب ولا يكون لنا بقاء، فعلينا أن نحافظ على هويتنا، لأنها هى التى تمدنا بالقوة والقدرة على المنافسة .
*****************************************************
وهناك بعد هام فى قضية الدروس الخصوصية ويؤثر فيها وهو إعداد المعلم فى كليات التربية فأحد الأسباب التى تجعل الطالب يلجأ إلى معلم خارج المدرسة ان يكون مستوى المعلم فى الفصل منخفضا .
وذلك لأن هناك مصادر أخرى خلفية فهناك خريجو كليات أخرى يحصلون على دبلوم عام تربوى لمدة سنة فى كليات التربية ثم يتخرج معلما، وبالطبع هذا خطأ لأن الهدف من إعداد الطالب فى هذه الكليات غير الهدف لإعداد الطالب فى كليات التربية فالتعليم مهنة شأنها شأن الطب والهندسة والصيدلة يجب أن يكون الطالب متخصصا .
والطالب عندما يدخل لدينا فى كليات التربية يتشكل من أجل أن يكون قادرا على أداء مهام هذه المهنة، لذلك أحد أسباب هبوط مستوى المعلمين أننا لا نجعل كليات التربية هى المصدر الوحيد لإعداد المعلم .
موضوع: الدروس الخصوصيه صداع مزمن 
الأربعاء يناير 05, 2011 10:48 pm
