يحتج من يرى ضرب الطلاب في المدرسة بأن في الضرب مصلحة ، فالضرب له فوائد .
قال تعالى :" يسألونك عن الخمر و الميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس " فلم تكف هذه المنافع لإباحتهما ، بل حرما بسبب الإثم الكبير الذي فيهما.
الضرب إن كان له منافع فأضراره أكثر
أيضا يستدلون بما ورد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بأمر الأبناء بالصلاة لسبع وضربهم على تركها لعشر سنين .
الرد : أين ذاك من هذا ! فثلاث سنوات يأمر الأب ابنه بالصلاة كفيلة بتربيته على الصلاة و عدم اللجوء إلى الضرب بعد ذلك . فمن لم يلتزم بالصلاة بعد ذلك ، ألا يستحق الضرب!!.
من وجه آخر : هل هذا الضرب هو نفسه ضرب المعلم لطالبه ( قد يكون الضرب على الوجه ) إذا لم يحضر واجبه المنزلي ، أو لأنه تكلم مع زميله ، أو لأنه تأخر عن الحصة بضع دقائق .
و إذا كان الاستدلال بهدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فأين استدلالهم بحديث :" ما ضرب ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ امرأة له ، و لا خادما ، و لا ضرب بيده شيئا قط ، إلا في سبيل الله ، أو تنتهك حرمات الله فينتقم لله ".
يقول ابن خلدون :" و من كان مرباه بالعسف و القهر من المتعلمين .. سطا به القهر وضيق على النفس في انبساطها و ذهب بنشاطها و دعاه إلى الكسل و حمل على الكذب والخبث،وهو التظاهر بغير ما في ضميره خوفا من انبساط الأيدي بالقهر عليه".
و يرى الدكتور ألفن فروم أن سياسة ضرب الطفل انهزامية ، لأنه :
1. يجعل الطفل يخاف من ضاربه و يكرهه.
2. يعلم الطفل الطاعة العمياء بدلا من المناقشة و الفهم و التقبل عن اقتناع.
3. إن التعبير عن المزاج الانفعالي في أثناء الضرب يعطي الطفل أنموذجا شيئا للاقتداء به.
4. الضرب القاسي هو أدنى الأساليب التربوية مهارة و أصالة.
5. وجد في بعض الأحيان أن الضرب يزيد الطفل عنادا و بذلك يثبت السلوك الذي نسعى إلى تغييره.
6. إن هدف التربية هو تصحيح الأفكار و السمو بالرغبات لينشأ عنها سلوك مستقيم لا تعديل السلوك ظاهريا فقط .
لقد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :" إن الرفق ما يكون في شيء إلا زانه، و لا ينزع من شيء إلا شانه " و قال عليه الصلاة و السلام :" إن الله رفيق يحب الرفق، و يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ، و ما لا يعطي على سواه ".