آلسلام عليكم ورحمة الله وبركآته
تفاءل وإن أذنبت!!
يا من اذنبت
اشعر شعور الطفل الوليد الذي هلاكه في التفات والديه عنه وانصرافهم عنه، وقد صوَّبت اليوم شياطين الإنس والجن أسلحتها نحوك ..
كلهم يجذبونك بعنف نحو النار، حتى أصبحتْ أقرب إليك من شراك نعلك،
ولو مت على معصيتك الأخيرة لكانت خاتمة سوء مروِّعة، فأدرك نفسك على الفور، واقلب المعركة في صالحك، وليحفِّزك ذنبك على سرعة الفزع نحو الجنة، وقوة الانتفاضة من الكبوة المؤسفة، ولتعلِّق قلبك بالغفور الرحيم ليغفر، والجواد الكريم لينعم ويكرم ..
والقادر على كل شيء ليرفعك إلى أعلى مقامات الشهداء والصالحين مهما كان موقعك الآن!!
درس إيماني عملي!!
سقطت في الذنب وكان ما كان!! فإما أن تنكفئ ...
عليه وإما أن تسخِّره في صالحك، فتقلب السحر على الساحر، وترد للشيطان ضربته وهجمته.
...
كيف؟!
إذا سقطت في ذنب فاعلم أنها فرصة ذهبية لتؤمن بالله حق الإيمان، فتتعرف على أسمائه وصفاته بصورة عملية من موقف لا من خطبة، وبتجربة خضتها بنفسك لا من نظرية وضعها لك غيرك، وسائل قلبك:
من يملك أن يغفر ذنبك ويستره عليك سوى الغفَّار؟!
من بيده أن يأمر الحفظة أن تمحو معصيتك من صحيفة عملك غير العفُوُّ؟!
من يحلم عن إساءاتك ويمهلك مرة بعد مرة فلا يعاجلك بالعقوبة سوى الحليم؟!
من يتوب عليك وإن تكرَّر نفس الذنب منك مئات المرات غير التوّاب؟!
هذه أخي أسماء الله الحسنى تطلب آثارها وموجباتها، ولو ذقتها حين أذنبت، وووعاها قلبك حين سقطت لكنت الرابح بحق، إذ تكون بذلك قد حصَّلت جرعتي محبة وحياء يعصمانك ويرفعانك ويهديانك ويُربحانك!! هنيئا لك فقط لو تفكَّرت!!