حكى الرسول صلى الله عليه وسلم لصحابته قصة رجل قتل تسعة وتسعين نَفْسًا، وأراد أن يتوب إلى الله -تعالى- فسأل أحد العباد الزهاد:
هل تجوز لي التوبة؟ فأجابه ذلك العابد: لا. فاغتاظ الرجل وقتله وأكمل به المائة..
وبعد أن قتله زادت حيرته وندمه، فسأل عالـمًا صالحًا: هل لي من توبة؟
فقال له: نعم تجوز لك التوبة..
ولكن عليك أن تترك القرية التي تقيم فيها لسوء أهلها وتذهب إلى قرية أخرى أهلها صالحون؛ لكي تعبد الله معهم...
فخرج الرجل مهاجرًا من قريته إلى القرية الصالحة، عسى الله أن يتقبل توبته، لكنه مات في الطريق، ولم يصل إلى القرية الصالحة...
فنزلت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، واختلفوا فيما بينهم أيهم يأخذه، فأوحى الله إليهم أن يقيسوا المسافة التي مات عندها الرجل، فإن كان قريبًا إلى القرية الصالحة كتب في سجلات ملائكة الرحمة، وإلا فهو من نصيب ملائكة العذاب...
ثم أوحى الله -سبحانه- إلى الأرض التي بينه وبين القرية الصالحة أن تَقَارَبِي، وإلى الأخرى أن تَبَاعَدِي..
فكان الرجل من نصيب ملائكة الرحمة، وقبل الله توبته؛ لأنه هاجر راجيًا رحمته سبحانه، وطامعًا في مغفرته ورحمته...
[القصة مأخوذة من حديث متفق عليه]
~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
.:: رأيي الخاص واستنتاجي المتواضع وعبرتي من الحياة ::.
هنالك دائما بذرة نقية مازالت موجودة وابقى عليها الله بداخل كلٍ منا .. لقد حافظ الله عليها في داخل كل انسانٍ فينا .. هذه البذرة عصمها الله من ملوثات الحياة .. جعلها نقية لا تشوبها شائبة ..
هل تعلمون ماهي هذه البذرة ..
انها الفطرة السليمة التي خلقنا الله عليها ..
فالذي نال محبة الله هو الذي يجعل هذه البذرة تنمو داخل قلبه .. حتى مهما عصى وتكبر على الله لابد له ان يرجع اليه تائباً ..
والذي نال سخط الله اسئل الله ان لا نكون من هؤلاء الاشقياء سلط الله عليه الحياة يجري بها جري الوحوش ولن يدركها .. والبذرة بداخل هؤلاء بذرة عقيمة لن تزهر ابداً ..
ولكنها موجودة .. ففي كل منا وجدت هذه البذرة .. ونحن من نختار كيف تكون هذه البذرة مزهرة ام عقيمة ..
فلقد خلق الله الانسان مخير وليس مسير لهذا فضله على جميع خلقه ..
تقبلوا مروري يرعاكم الله ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]