لما خلق الله عز وجل الجنات يوم خلقها وفضل بعضها على بعض،
...
جعلها سبع جنات،
دار الخلد، ودار السلام،
وجنة عدن، وهي قصبة الجنة، وهي مشرفة على الجنان كلها،
وهي دار الرحمن تبارك وتعالى، ليس كمثله شيء ،
ولا يشبه شيء، ولباب جنات عدن مصراعان: من زمرد وزبرجد من نور،
كما بين المشرق والمغرب،
وجنة المأوى، وجنة الخلد، وجنة الفردوس، وجنة النعيم،
سبع جنات خلقها الله عز وجل من النور كلها،
مدائنها وقصورها، وبيوتها وشُرَفِها، وأبوابها ودرجها،
وأعلاها وأسفلها، وآنيتها وحليِّها، وجميع أصناف ما فيها من الثمار المتدلية،
والأنهار المطرزة بألوان الأشربة، والخيام المشرفة،
والأشجار الناضرة بألوان الفاكهة، والرياحين العبقة،
والأزهار الزاهرة، والمنازل البهية.
صفة أهل الجنـة
فيدخلها أهل الجنة، جردا مردا مكحلين، أبناء ثلاثين،
أو ثلاث وثلاثين، عليهم التيجان،
وإن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب،
ولو أن ما يقل ظفر مما في الجنة بدا،
لتزخرفت له ما بين خوافق السماوات والأرض،
ولو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا سواره،
لطمس ضوؤُه ضوءَ الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم.
وإذا فتحت الجنة أبوابها دخلت أول زمرة على صورة القمر ليلة البدر،
والذين يلونهم كأشد كوكب دري في السماء إضاءة، قلوبهم على قلب واحد،
لا اختلاف بينهم ولا تباغض، يسبحون الله بكرة وعشيا،
لا يسقمون فيها ولا يموتون، ولا ينزفون، ولا يبولون، ولا يتغوطون،
ولا يمنون، ولا يمتخطون، ولا يتفلون، آنيتهم من الذهب والفضة،
وأمشاطهم الذهب، ومجامرهم الألوّة، ورشحهم المسك،
أزواجهم الحور العين، أخلاقهم على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم،
ستون ذراعاً في السماء، وبجمال يوسف، وقلب أيوب،
وعُمْر عيسى، وخُلُق محمد، عليهم جميعاً الصلاة والسلام.