[b]
هل سمعت عن قصة . . عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح .. قرأتها فبكيت ... سبحان الله كيف يحفظ الله عباده أحياء وأموات * ويفي له بنذره .
كان عاصم بن ثابت مؤمنا عميق الايمان * وكان يبغض الشرك وأهله أشد ما يكون
البغض وأبلغه * حتى أنه نذر إلى الله أن لايمس مشركا ولا يمسه مشرك .
وكان من الرماة المشهود لهم بإجادة الرمي * وقد كان يوم أحد يرمي المشركين فلا تخيب له رمية .
رمى يوم أحد بسهم فأصاب من المشركين شابا يقال له مسافع بن طلحة * فهرع مسافع
إلى أمه والدم يتدفق منه * فوضعته أمه سلافة بنت سعد على فخذها وهو يجود بأنفاسه
وسألته : يا بني .... من أصابك ؟؟
قال أصابني رجل وقال : خذها وأنا ابن أبي الأقلح .
امتلأ قلب سلافة حقدا وفاض ..... فقالت : علي نذر إن أمكنني الله من عاصم بن أبي الأقلح أن أشرب في قحف رأسه الخمر ..
ولم يمض على يوم أحد سوى عام أو دونه حتى أتى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رهط من عضل والقارة فقالوا ::: يا رسول الله * إن فينا إسلاما * فابعث معنا نفرا من أصحابك
يفقهوننا في الدين ويقرئوننا القرآن * ويعلموننا شرائع الاسلام .
فبعث معهم رسول الله ستة نفر منهم عاصم * فلما وصلوا إلى ماء لهذيل يقال له الرجيع غدر بهم القوم وأحاطوا بهم وسيوفهم مشرعة * فأسرع المسلمون الستة إلى سيوفهم فاستلوها * فقال لهم الغادرون ::: إنا لا نريد قتلكم ولكنا نريد أن نصيب بكم شيئا من أهل مكة ... فأبى عاصم وثلاثة آخرون الاستسلام * فقاتلوا حتى استشهدوا .
وأراد الغادرون أن يأخذوا رأس عاصم ليبيعوه من سلافة بنت سعد لعلمهم بما نذرت عند مقتل ولديها يوم أحد * فلما اقتربوا منه أرسل الله النحل فأخذت تدور حول رأسه * فقال القوم : دعوه حتى يمسي وتذهب الدبر (النحل) عنه .
فلما أمسى القوم أرسل الله مطرا غزيرا أسال الوادي بالماء * فاحتمل جثة عاصم * فلما أصبحوا لم يجدوا لها أثرا ...
وعندما بلغ المسلمين في المدينة أن النحل منعت عاصما . قال عمر بن الخطاب ::: كان
عاصم قد نذر أن لا يمسه مشرك وأن لا يمس مشركا أبدا في حياته * فمنعه الله بعد وفاته كما
امتنع منه في حياته .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]