أ.سامر الشربينى مؤسس المنتدي
تاريخ التسجيل : 21/10/2010
| موضوع: الروهينجا شعب سلط عليه الظلام وانتهت أخباره الجمعة أبريل 01, 2011 2:23 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] اخواتي نعرض في موضوعنا اليوم إلى قضية من أهم قضايا العالم الإسلامي, وسنتفحص بعين ثاقبة جرح من أهم الجراح التي عانى منها جسد الأمة الإسلامية, وبيد طبيب سنكشف عن هذا الجرح عل الإحساس بآلامه يعود للأمة الإسلامية فتنهض بهمة محاولة إيجاد حل لإيقاف نزيف هذا الجرح,ثم البحث عن علاج جذري له. هيا بنا نلقي بعض الضوء على هذا الشعب الذي سلط عليه الظلام الدامس وقبرت أخباره تحت الأرض لنرى كيف يعيش ويتجرع مرارة الظلم ويقتات أنين الاضطهاد وذل الاستعباد على يد البوذيين الوثنيين على مرأى ومسمع من العالم أجمع بما فيه العالم الإسلامي. يعيش هذا الشعب المسلم في الجهة الغربية لبورما"أراكان المحتلة" في الحدود مع بنغلاديش حيث يضطر للهجرة الجماعية في البحر بحثًا عن عيش أفضل من القهر والعبودية التي يعيش فيها. أراكان المحتلة هي الدولة الإسلامية التي تكاد أن تُنسى من أذهان كثير من المسلمين مع مرور الأيام والسنين ، وهي تقع في جنوب غرب بورما البوذية والساحل الشرقي من خليج البنغال، تحدها من الشرق سلسلة جبال أركان التي تعتبر امتدادًا لجبال هملايا وتجعل أراكان منفصلة تمامًا عن بورما البوذية وتعطيها شكل وحدة جغرافية مستقلة،كما تمتد حدودها من الشمال مع بنجلاديش،بينما يمتد ساحلها على خليج البنغال،ويتجاوز عدد سكانها الأربعة ملايين ونصف المليون نسمة حوالي 70% منهم مسلمون،يعرفون باسم « الروهنجيا » و25 % بوذيون يعرفون باسم « الماغ » ، 5 % أقليات أخرى من النصارى والهندوس وعباد الظواهر الطبيعية ! ومازال المسلمون يعانون الأمرين من القمع الذي تقوم به الحكومة البورمية البوذية منذ احتلال هذه المنطقة من قبل الملك البوذي (بودوبيه) عام 1784 م وإلى الآن ومما يحدر ذكره أن أماكن المسلمين الروهنجيا ليست في أركان فقط ، وإنما في العديد من المواقع بما فيها العاصمة رانجون . تاريخ المسلمين في بورما يتحدر شعب الروهينجا من جذور عربية وفارسية وهندية وتركية، ولغته خليط من البنغالية والفارسية والعربية، وأفراده من ناحية الشكل أشبه بسكان شبه القارة الهندية، غير أنهم في السلوك لا يختلفون عن السكان البوذيين، ويتحدثون البورمية ويفهمون التاريخ والحضارة البورمية. وصل الإسلام إلى أراكان في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، في القرن السابع الميلادي، عن طريق التجار العرب، حتى أصبحت دولة مستقلة حكمها (48) ملكًا مسلمًا على التوالي بين عامي 1430م - 1784م، وقد تركوا آثارًا إسلامية من مساجد ومدارس وغيرها. يذكر المؤرخون أن الإسلام وصل إلى أراكان في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد في القرن السابع الميلادي عن طريق تجار العرب حتى أصبحت دولة إسلامية مستقلة حكمها 48 ملكًا مسلمًا على التوالي وذلك لأكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن، أي ما بين عامي 1430 م - 1784م، وقد تركوا آثارًا إسلامية من مساجد ومدارس وأربطة منها مسجد بدر مقام في أراكان والمشهور جدًا (ويوجد عدد من المساجد بهذا الاسم في المناطق الساحلية في كل من الهند وبنغلاديش وبورما وتايلاند وماليزيا وغيرها) ومسجد سندي خان الذي بني في عام 1430م وغيرها. وهناك أدلة كثيرة أن المسلمين في بورما منذ عهد طويل بل يذكر المؤرخون أن المسلمين في أراكان وبورما 788م وبدعوتهم وحسن أخلاقهم ومعاملاتهم الطيبة أسلم كثير من سكان أراكان وهم هنود،غير أن البوذيين دخلوا بورما عام 1197م. وقد كانت الأغلبية هناك منذ725م للمسلمين فلهذا كان هؤلاء مرجع ومصدر البقية وهم أهل سلطة، وحل وعقد حتى أقاموا دولة إسلامية عام 1430م إلى 1784م حكموا فيها أكثر من 48 ملكا مسلمًا.ذكره الدكتور/محمد رضاء الله المبارك فوري في كتابه "موحوم رياست أراكان روهنغيا مسلمان". 3-إقرار الوزير السابق أنوعام 1954م في إذاعة بورما:بقوله: "إن مسلمي أراكان هم من مواطنين الأصليين،وهم من أقليات بورما مثل شان كشان،كيا،وشيانغ،كوسولوني. ولهم الحقوق المساوية كتب ذلك في مذكرة حكومية. وفي تقرير أخر بتاريخ 25 سبتمبر1960م المسلمون في الحدود هم من مواطني بورما الأصلاء ونسبتهم هناك 99%. وفي تقرير وزير الدفاع السابق ونائب رئيس الوزراء أوباسوي في لقاء عام في منطقة منغدو أمام الملأ أعلن أن المسلمين هم من أهل بورما وليسوا غرباء ودخلاء وهم من المواطنين البورميين الأصليين، مع ذكر شواهد تاريخية كثيرة. ذكر عضو البرلمان أوتان نيتو"في جواب سؤال له ما عمل وزير الأقليات؟ قال: إن مهمته شئون الأقليات في بورما مثل أقليات كابيا،صينا،سلون،بشتون، وروهنغيا في بورما خاصة في أراكان الذي يقطن فيه المسلمون. وهناك أيضًا بث ونشر الأخبار وبرامج إسلامية بلغة المسلمين في الأسبوع أكثر من ثلاث مرات والذي كان يذيع الخبر هم مجموعة من المسلمين. وذكر أن في مقررات المدارس الحكومية مادة تاريخ بورما وجغرافيا بورما،وفيهما أن منطقة أراكان يسكن بها المسلمون وهم في 75% أكثر من خمسمائة ألف نسمة وهم الروهانغ0كذلك الوزارء من المسلمين وأعضاء البرلمان في حكومة بورما.و هناك المساجد ،والمدارس والعمران الإسلامية القديمة على شواطيء البحر.و العملات المضروبة بكلمة لا إله إلا الله،وبأيات قرآنية. احتل أراكان الملك البوذي البورمي (بوداباي) عام 1784م,وضم الإقليم إلى بورما خوفًا من انتشار الإسلام في المنطقة، وعاث في الأرض الفساد؛ حيث دمر كثيرًا من الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس، وقتل العلماء والدعاة. واستمرّ البوذيون البورميون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم وتشجيع البوذيين الماغ المقيمين في الإقليم على ذلك خلال فترة احتلالهم التي دامت40 سنة، وانتهت بمجيء الاستعمار البريطاني في العام 1824م، الذي ضم بورما إلى حكومة الهند البريطانية الاستعمارية. جعلت بريطانيا بورما مع أراكان مستعمرة مستقلة عن حكومة الهند البريطانية الاستعمارية عام 1937م ، وعُرفت بحكومة بورما البريطانية. تعرض المسلمون لمذبحة وحشية كبرى من قِبَل البوذيين الماغ، راح ضحيتها أكثر من مائة ألف مسلم، وشُرّد مئات الآلاف خارج بلادهم وقد كان ذلك عام 1942م. كانت أوضاع المسلمين في البلاد قد ازدادت تدهورًا منذ الانقلاب العسكري عام 1962 م, إذ اتجهت الدولة منذ ذلك الحين إلى طرد المسلمين من الوظائف الحكومية والجيش. وتتحدث منظمات حقوق الإنسان الدولية عن انتهاكات صارخة يتعرض لها مسلمو الروهينجا بولاية أراكان؛ إذ يتعرضون للمضايقات وتقييد حرية الحركة، وتُفرض عليهم الأحكام العرفية، وتُدمّر منازلهم، فضلًا عن تقييد حرية العبادة. تعرض مسلمو أراكان لكل أنواع الظلم والاضطهاد من القتل والتهجير والتشريد والتضييق الاقتصادي والثقافي ومصادرة أراضيهم، بل مصادرة مواطنتهم بزعم مشابهتهم للبنغاليين في الدين واللغة والشكل. ووصلت جرائم الحكومة إلى شن حملة إبادة غير مباشرة ضد مسلمي بورما لمنع تنامي أعدادهم. وقد وصلت حدة الإجراءات العنصرية إلى منع المسلمين من التنقل خارج الإقليم، حتى بات السفر إلى العاصمة رانجون، أو أي مدينة أخرى، جريمة يعاقب عليها القانون إلا بعد الحصول على تصريح. كما تم حرمان أبناء المسلمين من مواصلة التعلُّم في الكليات والجامعات إلا في حدود ضيقة، فيما يُعاقب من يذهب للخارج بطي قيده من سجلات القرية، ومن ثم اعتقاله عند عودته. وقد مارست السلطات هناك أبشع صور التطهير العرقي ضد المسلمين، وهو ما أجبر أكثر من 1.2 مليون مسلم على الفرار من بيوتهم، ليعيشوا لاجئين في بنجلاديش والهند وباكستان والسعودية ودول الخليج. هذا الطرد الجماعي إلى خارج الوطن، يُعد بالنسبة لمسلمي بورما مأساة متكررة، مثلما حصل في العام 1962م عقب الانقلاب العسكري الفاشي، حين طرد أكثر من (300.000) مسلم إلى بنغلاديش، وكذلك في العام 1978م حين طرد أكثر من نصف مليون مسلم في أوضاع قاسية جدًا، مات منهم قرابة (40.000) من الشيوخ والنساء والأطفال، حسب إحصائية وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وفي العام 1988م، تم طرد أكثر من (150.000) مسلم، بسبب بناء قرى نموذجية للبوذيين، في محاولة للتغيير الديموغرافي. عام 1991م طُرِد قرابة نصف مليون مسلم، عقب إلغاء نتائج الانتخابات العامة التي فازت فيها المعارضة بأغلبية ساحقة، وذلك انتقامًا من المسلمين لأنهم صوتوا مع عامة أهل البلاد لصالح الحزب المعارض. إن مأساة شعب الروهينجا المسلم مستمرة منذ عقود طويلة، فالأغلبية العظمى منهم يحترفون الزراعة ونسبة قليلة منهم تعيش على التجارة ورغم ذلك يتعرضون لمضايقات جمة، إذ تُفرض عقوبات اقتصادية عليهم، مثل الضرائب الباهظة، والغرامات المالية، ومنع بيع المحاصيل إلاّ للعسكر أو من يمثلهم بسعر زهيد، وذلك بغرض إبقائهم فقراء، أو لإجبارهم على ترك الديار. كما تُشن عليهم بين الحين والآخر حملات مصادرة وسلب لممتلكاتهم، ليتم توزيعها على البوذيين. وأخيرًا فإن مسلمي الروهنجيا جرح إسلامي غائر، فمنذ أكثر من 50عامًا،وهم يعانون أشد المعاناة من ممارسات الاحتلال البورمي لهم وتشرد مليوني مسلم، ولم يتفاعل أحد معهم إلا النذر القليل. | |
|